top of page
بحث

ما هي الإبادة التعليمية؟

  • info922992
  • 23 يناير
  • 3 دقائق قراءة

بقلم دوريت نعمان


في 10 كانون الثاني (يناير) 2009, في نهاية الحرب الأولى على غزة , ذكرت صحيفة الغارديان: "ظهر مصطلح جديد اثر الدمار الذي حلّ في غزة هذا الأسبوع: ’الإبادة التعليميّة’ - التدمير الممنهج للمراكز التعليمية المهمة للمجتمع الفلسطيني من قبل القوات الإسرائيلية - وذلك من خلال قصف مراكز التربية والتعليم, تدمير البنية التحتية التعليمية, والهجوم على المدارس في كافة أنحاء قطاع غزة من الجو والبحر والأرض.’تعلّم, يا صغيري, تعلّم’ (Learn, baby, learn) هو شعار - تابع لحركة الحقوق المدنية في الأحياء الفقيرة في أمريكا منذ الجيل الماضي - يتناسب أيضًا مع الفهم الفلسطيني للتعليم, باعتباره عامود أساسي بالهوية الفلسطينية, وهو فهم يتمحور حول أهميّة التعليم في المجتمع الفلسطيني التقليدي, الذي تم تعزيزه في ظل الاحتلال.هذا أمر الإسرائيليون ’لا يستطيعون تحمله... ويسعون إلى تدميره’, بحسب در. كرمة النابلسي, التي تدرّس علوم سياسية في كليّة سانت إدموند هول, بجامعة أكسفورد.’كنا نعلم من قبل, والآن نرى بوضوح أكبر, أن إسرائيل تسعى إلى تدمير فلسطين المثقفة’ قالت أيضًا."

 

منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023, انتقلت إسرائيل من التدمير الممنهج إلى التدمير الشامل للتعليم والثقافة في غزة, بما في ذلك تدمير المدارس, تدمير جميع جامعات غزة الاثني عشر, بالإضافة الى المكتبات, المتاحف, الأرشيفات, دور النشر, المراكز الثقافية, القاعات الثقافية, المقابر, المعالم, والمواد الأرشيفية.



Images posted on social networks show Israeli soldiers celebrate the bombing of Al-Azhar University south of Gaza City last November. WAFA News Agency
Images posted on social networks show Israeli soldiers celebrate the bombing of Al-Azhar University south of Gaza City last November. WAFA News Agency

تُعد "الإبادة التعليمية" جزءًا لا يتجزأ من الأفعال التي تم تعريفها في بنود اتفاقية الإبادة الجماعية على أنها أفعال إبادة جماعية: "الإخضاع عمدًا، لظروف معيشية يراد بها تدميرها المادي للمجموعة, كليا أو جزئيا." (المادة 2, بند ج)كان هناك 12 جامعة في قطاع غزة حيث عبّر فيها الشبيبة الفلسطينية عن فضولهم, رغبتهم في معرفة تاريخهم, قصصهم, بلدهم ومكانته في العالم. لقد شهدنا في العام الماضي تدمير معظم الانظمة التعليمية في غزة, و100% من الجامعات في قطاع غزة.

 

وفقا لدراسة نشرتها جامعة كامبريدج بمشاركة أونروا في 25 سبتمبر/أيلول, فإن الحرب الحالية على غزة ألحقت أضرارا جسيمة بمسار تعليم الطلاب, الذي يبلغ عددهم 625 ألف, وأثرت سلبًا على معيشة ودخل 22,564 معلما بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويوليو/تموز 2024. حتى شهر أغسطس/آب 2024, كانت تقريباً جميع مباني المدارس في غزة قد دمرت جزئياً أو كلياً بعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية.تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أشارت إلى بيانات وزارة الصحة في غزة وبحسبهم, هذه الهجمات قتلت أكثر من 40,000 فلسطيني, من بينهم 10,627 طفلاً و411 معلمًا (مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية, 2024ب).

 

ذكر في إعلان خاص للأمم المتحدة من أبريل/نيسان 2024: "قد قُتل 95 أستاذًا جامعيًا في غزة, وأصيب أكثر من 7,819 طالبًا و756 معلمًا - والأعداد تزداد كل يوم. ... بالإضافة إلى ذلك, تعرّض 19 موقعاً تراثياً, 227 مسجداً, وثلاث كنائس للضرر أو الدمار الشامل, بما في ذلك الأرشيف المركزي لغزة الذي كان يحتوي على 150 عاماً من التاريخ. وقد دمر الجيش الإسرائيلي جامعة الإسراء, آخر جامعة متبقية في غزة, في 17 يناير/كانون الثاني 2024". بحلول 8 يونيو/حزيران, وصلت نسبة المدارس المدمرة إلى 80%. والواقع الذي يعيشونه من نجوا جسديًا يتجاوز الصدمة:

 

1. التأثير السلبي طويل المدى على حقوق الإنسان الأساسية مثل الحق في التعليم والحق في حرية التعبير, كذلك يتبعه حرمان للجيل القادم من الفلسطينيين.

 

2. القضاء على المؤسسات التعليمية والثقافية الفلسطينية في غزة (بما في ذلك المكتبات, المتاحف, الأرشيفات, دور النشر, المراكز الثقافية, قاعات الأنشطة, المكتبات, المقابر, الآثار, والمواد الأرشيفية) يحرم جميع الفلسطينيين من تراثهم.

 

3. وفقاً للباحث كيڤين تشامبرلين, فإن "تدمير التراث الثقافي لشعب ما, هو بمثابة تدمير الذاكرة الجماعية والهوية الجماعية لهذا الشعب. وبوصف آخر, إنه تطهير عرقي تحت عنوان مختلف".

 

4. في مقال نشر في صحيفة ’الچارديان’, يذكرنا ’تشاندني ديساي’ أنه "من خلال التدمير المادي للبنية التحتية التعليمية والثقافية, تمحو ’الإبادة التعليمية’ الوسائل التي بواسطتها مجموعة ما - في هذه الحالة الفلسطينيين - تستطيع الحفاظ على ثقافتها, معرفتها, تاريخها, ذاكرتها, هويتها, وقيمها عبر الزمان والمكان, وهذه صفة مميزة للإبادة الجماعية".

 

’باراك حيرام’, القائد الذي دمر جامعة الإسراء دون إذن من قائديه, بحجة خشيته أن يطلقوا النار مقاتلو حماس على قوّاته من الجامعة, تمّ توبيخه.ولكن بعد بمرور ستة أشهر ترقّى إلى منصب قائد قوات فرقة غزة. من خلال هذه الترقية, ترمز الدولة والجيش الإسرائيلي إلى أن ’الإبادة التعليمية’ هي عمل مشروع من أعمال الحرب.حتى هذه اللحظة, تلتزم الجامعات الإسرائيلية الصمت التام تجاه تدمير نظام التعليم في غزة.

 

يشير تقرير الأمم المتحدة إلى أن "تدمير المدارس هو تدمير للآمال والأحلام".

 
 
 

תגובות


  • TikTok
  • Instagram
  • White Facebook Icon
  • Twitter - White Circle
  • SoundCloud - White Circle
  • White YouTube Icon

אקדמיה לשוויון, ארגון חברות וחברים
أكاديمية من اجل المساواة منظمة التي تضم أعضاء 

Academia for Equality, Members' Organization

info@academia4equality.com

bottom of page